كثيراً ما أثارتني الأغاني الشعبية وما بها من تفاهات و كلام لا معنى له و صداع و دوشة و أكثر من ذلك من معاني "القرف" - أعذروني - .
أبحث دائما عن ماذا تحمل هذه الأغاني من عوامل جذب لهذا القطاع الكبير من الشباب ، عشت حالة من التعجب الشديد لإقبال الناس على مثل هذه الأغاني ، ولكنّي مؤخراً رأيت مقطع من فيلم "الفرح" الذي يعرض حاليا , كما أننا في حياتنا نرى أفراحاً من هذا النوع , و الأفراح الشعبية هي البيئة الخصبة بل و الوحيدة لتلك الأغاني التافهة .
فوجدت أن العوامل المشتركة بين تلك الأفراح و حفلات " الزار " القديمة هي :
1- الصخب الشديد .
2- الرقص الهستيري بأي حركات - أي حاجة في أي حاجة - .
3- الشرب - البيرة و الخمرة و الجوزة و المخدرات وغيره و غيره - .
4- الاختلاط بين الرجال والنساء .
إذاً أفراح هذا الزمن هي أشبه ما تكون بحفلة " زار " ولكن في مكان عام و على الملأ بل ومصرّح بها مع ما تحمله من مخالفات قانونية ،كما أنها مدعومة من بعض وسائل الإعلام ، فهناك من مطربي الأغاني الشعبية - و أأسف أن أقول مطربي فما يقدمونه ليس طرب ولكن سفه فهو " سفيه شعبي " و ليس مطرب شعبي - من لمع و سطع نجمه بفضل وسائل الإعلام ، حتى خامة الصوت التي تقوم عليه الأغنية بشكل أساسي ، يتمتعون بخامة على أعلى مستوى من البشاعة .
قديماً كان الزار وسيلة للتداوي من الأمراض العضال و التخلص من الجان كما خيّل إلى بعض الناس ، أمّا الآن أصبحت تلك الأفراح هي ملاذ الناس للوصول إلى حالة من حالات النشوة و التوهان و للتداوي من الهموم اليومية ، هنا أنا لا ألتمس العذر لهؤلاء الناس و لكن أريد أن أصل إلى حقيقة الأمر لكي يمكن العلاج ، فتلك الأفراح كالمخدرات تماماً ، تخرج الفرد من الواقع إلى الخيال و السعادة المزيفة .
فحسبنا الله و نعم الوكيل في انحطاط الشعب المصري إلى هذا المستوى من الذوق ، فبعد أن أنجب عبدالحليم و عبدالوهاب و أم كلثوم - مع اختلافي مع غنائهم - أصبح الآن هناك سعد الصغير و شعبولا و حمودة .
موضوع جميل و لكن ليس كل الشعبى سئ و لا كل السئ شعبى
ردحذفبالتأكيد ولكني هنا أتحدث عن الشعبي السئ و هو الشائع الآن .
ردحذفأشكرك على الزيارة